نص كوم دوت كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حلقات حياة الأرواح من ( 1) إلى (5 )

اذهب الى الأسفل

GMT + 11 Hours حلقات حياة الأرواح من ( 1) إلى (5 )

مُساهمة من طرف alex الإثنين 15 أكتوبر 2007, 04:31

الإثنين,تشرين الأول 15, 2007

حلقات حياة الأرواح من ( 1) إلى (5 )


حلقات حياة الأرواح

من 1 - 5



حياة الأرواح

1 – كما تقابله يقابلك

الاعتماد على الله

لبداية الناجحة تنبؤ بنهاية مشرقة , ونبض البدء الصالح إنما يكون في الاعتماد على الله وحده , على فضل الله ورحمته وهدايته وتسديده , وليس على قوة الإنسان أو قوة غيره من البشر .

ارضي بما أنت عليه

من يبغي الراحة تحت رداء التبتل والانقطاع وهو المخصوص بالسعي والحركة والتجارة , فقد وقع في الشهوة الخفية .

ومن ترك العلم والزهد والدعوة والجهاد وهو المخصوص بذلك وانشغل بالدنيا فهو انحطاط وانتكاس وهبوط ونزول عن الهمة العالية .

فلا تحقرن ما أنت فيه فهو منة من الله عليك , ونجاح الرضا يكون بالهمة ولكن مهما كانت الهمم عالية فهي ليست هدفا ومرادا لأن هنال قدرا لا يستطيع أحد أن يخرج عنه , وكما علمنا ديننا لا يتنافي ذذلك مع الأخذ بكافة الأسباب , فقد ظل النبي خمسة أعوام في عمل متواصل , فما آمن بدعوته أكثر من أربعين فقط .

أول الغيث

أول الغيث في طرق باب المعرفة أن ترضي بقدر الله مهما كنت عالي الهمة , قيل لأخدهم : بماذا عرفت ربك ؟ قال : بنقض العزائم .. نعم أعمل وبأعلى همتي ... وأرضى بقدره وإن جاء على عكس ما أريد لأنه تحقق بمعرفة الله .

كن على بصيرة

أعجب ممن يجتهد في أمر قد ضمنه الله له , ولا يجتهد في أمر قد طلبه الله منه , فقد ضمن الله أرزاقنا وحياتنا وتدبير أمورنا : من صحة وطعام وشراب وسائر الأعمال .. ولكنه طلب منا الاجتهاد في الطاعة , بل إنه جعل سعينا فيما ضمنه لنا كالرزق والحياة : عبادة وطاعة .

هل تحب اختيار الله لك ؟

- أبعد عن الحرص على الأشياء والجري وراءها, وكذلك عن حظوظ النفس تتنسم عطرا ريحانا تنشط به الأرواح وتصب عليك الحظوظ .

- عليك بالتضرع والإلحاح في الدعاء وإن تأخر وقت العطاء , فأنت واثق بوعده الجميل : ( ادعوني أستجب لكم ) حيث لا مكان لليأس وأنت تعيش في نعم الله تعالى , هنالك تحيا الأرواح .

- لا تستعجل الثمرات قبل أوانها بل عليك العمل المتواصل وعدم الفتور , فتحلق الأرواح في جو التشمير والنهوض والعمل .

هل تحب أن يتعرف الله عليك ؟

- إذا فتح الله لك بابا من الطاعة والعبادة , فإن ذلك من الله اعتناء بك , واختيار واصطفاء لك , فبأي شئ تقابله إلا بالرضا والتسليم والفرح والسرور .

- فالنوازل القهرية كالأمراض و الأوجاع والشدائد والأهوال , وكل ما يثقل على النفس ويؤلمها كالفقر والمرض وإيذاء الخلق من ظلم وقهر وسحل وسلب للحريات , كل ذلك نعم من رب العالمين لاختبار الصدق فقد قالوا : بقدر الصدق يعظم التعرف .

- والعجب كل العجب ممن يطلب معرفة الله ويحرص عليها فإذا تعرف له الحق تعالى هرب منه وأنكره .

- وبذلك يتعرف العبد على مكانته من ربه وموقع الابتلاء عليه :

إما عقوبة وطرد في حالة الجحود وعدم الرضا

أو تأديب وتربية في حال التسليم والرضا

أو زيادة وترقية في حال العبادة والمعرفة

وكلها أبواب للمعرفة فهل تهرب أم تقر ؟

أو هل تنكر أم تصدق ؟

نعم ....... نعم ......... كما تقابله يقابلك .



2 - كيف تعمل الأرواح ؟

كيف نعمل أعمالا بروح ؟ وما الروح التي بها يحقق العمل نتائجه ؟ وكيف تجتمع القلوب على ربها ؟ وكيف تختفي أمراض القلب ؟

أولا : الكل يعمل ويحب العمل ولكن لماذا نقدم أعمالا لا روح فيها ؟ , يقول بعض العارفين : صحح عملك بالإخلاص , وصحح إخلاصك بالتبري من الحول والقوة .

ثانيا : والإخلاص نفسه له روح إن توفرت حقق العمل نتائجه , وروح الإخلاص في تعهد الأعمال بالكتمان والخفاء , قال العارفون : ( لا تجتمع مراقبة الحق مع مراقبة الخلق أبدا ) إذ محال أن تشهده وتشهد معه سواه .

ثالثا : وصلاح القلوب يكون بالخلوة مع الله مع التفكر فقد تتحقق الخلوة ولا يجتمع القلب على ربه يقول كعب : من أراد الآخرة فليكثر من التفكر وقيل لأم الدرداء : ما كان أفضل عمل لأبي الدرداء قالت : التفكر .

رابعا : بالفكر يجتمع القلب على ربه حيث يري نفسه بحسنها وقبحها , ويري عظمة ربه وجلاله , ويطلع على آلائه , فستفيد بها أحوالا يزول بها مرض القلب , وهكذا لحظات الاعتكاف والإقبال على الله .

خامسا : والخلوة لا فائدة لها بدون التفكر , وقد تكون إحدى ثلاث :

خلوة قلب : بمعنى مع الناس بشخصه وهو مع ربه بقلبه

أو خلوة شخص : دون قلب

أو الاثنان : معا

كيف تستفيد من الخلوة ( الاعتكاف ) ؟

1 – خلوة لتسلم ( اعتكاف السلامة )

صاحبها يقوم بواجبات الوقت مثل الفرائض والأوامر ويحسن الظن بالله .

2 – خلوة ليغنم ( اعتكاف الغنيمة )

نضيف إلى الأولي الالتزام بالسنن مع الجد والتشمير في العمل .

3 – خلوة لينعم ( اعتكاف النعيم )

نضيف إلى الأوليتين السابقتين تحقيق المعاني وأن يكون الحال كله مع الله .

وبذلك تتحول كل الأجواء إلى نعيم وارتقاء ونعم وأفضال مهما كانت ظروفها .

عمل الأرواح مخالطة وليس انعزالا عن الناس

فليست الخلوة انعزالا عن الناس , بل مخالطة في جميع الأجواء , وبقلبك تتسامى فتسلم أو تغنم أو تنعم .

في جميع الجوانب : في بيتك أو عملك أو مع الناس .

وفي جميع الأجواء : وقت الشدة والضيق أو وقت السعة والسرور .

وفي جميع الأحوال : عند العافية أو المرض أو عند الفقر والغني .

3 – دعاء الأرواح

تحقيق العبودية

روح الدعاء في أن يتحقق دعاء الأرواح بمعني أن تتحقق فيه العبودية لله تعالى , تدعوه وأنت موقن بعلمه بحالك وإطلاعه على أفعالك وإحاطته بأوجاعك ومعرفته باحتياجاتك يقول تعالى : ( وما الله بغافل عما تعملون ) ويقول تعالى : ( أليس الله بكاف عبده ) ويقول صلي الله عليه وسلم : فيما يرويه عن ربه : ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) وقد أطلقوا عليه اسم ( السكون تحت مجاري الأقدار ) .

وبذلك يكون الدعاء عبودية لا طلبا للقسمة إذ ما قسم لك واصل إليك زكما قيل : لو سألته أن يمنعكه ما أجابك .

تحقيق الأنس

دعاء الأرواح بمعني أن تدعوه ليتحقق أنسك بالله بعد تلبية ندائه تعالى بمناجاته , فيكون دعاء أنس بالله تستوحش به الخلق فالاستئناس بالناس من علامة الإفلاس .

تحقيق الاضطرار

دعاء الأرواح بمعني أن تدعوه بلسان الحال وهو الاضطرار وظهور الذلة والافتقار يقول تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) ويقول تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ) ويقول النبي : ( إن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا ) .

تحقيق الاستقامة

ودعاء الأرواح بمعني أن تطلب ما هو طالبه منا من استقامة تتمثل في عبودية الجسد ومعرفة القلب , بامتثال أمره واجتناب نهيه , والإكثار من ذكره , والاستسلام لقدره .

فإذا تحقق ذلك ودعوت الله بأي شئ فإنه قد سبقت به المشيئة , والدعاء هنا لإظهار الفقر والعبودية ولذلك قالوا : متي أطلق لسانك بالطلب لشئ احتجت إليه فاعلم أن الحق تعالى أراد أن يعطيك ما طلبت منه , فلا تحرص ولا تستعجل , فكل شئ عنده بمقدار يقول النبي : ( من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة ) .

فلا يدعو الداعي ليعطي وإنما لإطهار العبودية فيعطي , قيل لبعضهم : ماذا تشتهي ؟ قال : ما يقضي الله .

تحقيق الرضا

ودعاء الأرواح أن ترضى بالأقدار بعد الدعاء فأنفاسك قد عمها القدر , ولا يصدر منك ولا من غيرك إلا ما سبق به علمه , وجرى به قلمه , ( فما من نفس تبديه إلا وله قدر فيك يمضيه ) .

ونسمة النفس الراضي ترسم على وجه صاحبها , تراها في انشراحة ساحرة , ووجه متهلل , ونور يتلألأ , وانفراجة مريحة , تصغر أمامها الكوارث والأزمات أو المصائب والكربات , ولذا يقول قائلهم : حقيقة الرضا أن تلقى المهالك بوجه ضاحك , وهذا هو السر .

4 – كما تعرفه يعرفك

التعلق بالله وحده

التعلق بالله وحده لسبب واحد لأنه تعالى كريم على الدوام , وكما قال ابن عطاء : ( الكريم لا تتخطاه الآمال ) بمعني لا تتخطاه آمال المؤمنين إلى غبره بأي طلب وقد ورد في الأثر : ( يقول الله تعالى : عبدي اجعلني مكان همك أكفك كل همك ) وقد قالوا في تفسير اسمه تعالى الكريم :

- هو الذي إذا سئل أعطى

- ولا يبالي كم أعطى ولا لمن أعطى

- وإذا رفعت حاجة إلى غبره لا يرضى

فكيف بالله عليك وقد تعلق قلبك بربك الكريم أن ترفع إلى غيره حاجتك , يقول تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) يونس 107 , فاستعانة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون !! .

حسن الظن بالله

يعتمد على أمرين :

الأول : حسن أوصافه تعالى

إذا واجهنا الله بضيق وشدة وكربة ومنع وقبض فإن ذلك من الصفات القهرية , وكذلك إذا واجهنا الله بفرجة وانفراج واتساع وعطاء وبسط , فإن ذلك من صفات الرحمة والكرم .

وفي كلا الأمرين تمام النعمة , وعليه فحسن الظن لا ينقطع بحال ففي كل خير : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) .

الثاني : دوام إحسانه ومنته

فأفضاله لا تنقطع ومنته متوالية , وإذا نظرنا وجدنا أنفسنا مغمورين في إكرامه ورحمته ومننه , ورحم الله القائل : لم تر خيرا قط إلا من ربنا فما لنا نكره لقاء من لم نر خيرا قط إلا منه !! ويقول صلى الله عليه وسلم : 0 أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله إياي ) .

كما تعرفه يعرفك

يقول النبي : ( من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر مالله عنده ) وفي رواية : ( من أراد أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله تعالى في قلبه , فإن الله ينزل العبد حيث أنزله العبد من نفسه ) , أنت تتعرف على الله ليعرفك , بهذا الوضوح ينعم المؤمن بوقته ويأنس بحاله .

ومن ثمرات المعرفة أن يشغلك الله بعبادته ويلهمك ذكره فإذا تحققت المعرفة وامتلأ القلب بالأنوار ردك الله إلى الناس للدعوة والإرشاد فينتفع بك العباد وتحيا بوجودك البلاد .

تحيا بكم كل أرض تنزلون بها

كأنكم في بقاع الأرض أمطار

وتشتهي العين فيكم منظرا حسنا

كأنكم في عيون الناس أزهار

ونوركم يهتدي الساري برؤيته

كأنكم في ظلام الليل أقمار

من ثمرات المعرفة كذلك الاضطرار والافتقار إلى الله يقول تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) وفي مقابل ذلك يقولون : ( من عرف الله أطلق لسانه ) فلا يتركه الله يركن إلا إليه تعالى , وهذا هو تعرف الرب إلى العبد .

ماذا تفعل إذا تعرف الله إليك ؟

إذا تعرف الله إلى عبده بالفقر سخط وقنط وأخذ يبحث عن الأسباب التي يدفع بها الفقر , وكأنه يفر من معرفة الله وهو الذي يحيا في نعم الله وعطائه ولذلك يقول ابن عطاء : ( الغافل إذا أصبح نظر ماذا يفعل والعاقل ينظر ماذا يفعل الله به ) .

فالغافل ينظر إذا أصبح ماذا يفعل بنفسه فيدبر شئونه ومآربه فهو ناظر معتمد على حوله وقوته , فإذا جاء القضاء بما لا يشتهيه غضب وسخط وقنط ونازع الله وأساء أدبه .

أما العاقل يقول عنه عمر بن عبد العزيز : ( أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر ) فكما عودك الله ما تحب فاصبر له على ما يحب , وعليك بالدعاء فهو عنوان الصالحين , واعلم أن الله متى أطلق لسانك بالطلب فإنه يريد أن يعطيك .

5 – اصحب من يحيي روحك

وشروط ذلك أربعة

1 – صاحب حال

إذا رأيته ذكرت الله , ففي صمته حكمة تأخذ بقلبك إلى النهوض مما تراه بروحك من حاله وفعله وعمله , هو مما رأيته قد رفع همته عن الناس وامتلأ قلبه بالحقائق , فإذا تعاملت معه وجدته مشغولا بالله .

وكان من فقههم : ( لا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله ولا تصحب لنفسك إلا من تزداد به يقينا .

2 – صاحب علم

وهي الصفة القرينة للحال فإن كان عمله يدفعك فكلامه يدلك7لىعلى الله , إذا تكلم فإنه يتكلم بالله , وإذا تكلم أخذ بمجامع القلوب ولذلك قيل : حاله يصدق مقاله , ومقاله موافق لعلمه .

3 – صاحب زهد

الزهد في الشئ هو خروج محبته من القلب أما في المصاحبة فالزهد : بغض كل ما يشغل عن الله , وإن قل عمله وتواضعت أفعاله , والعبرة في النهاية للقلوب , فكما قيل : ( الدنيا محبوبة ولا تترك إلا بما هو أحب ) أي حب العبد لربه وهذا هو الشرط الثالث .

4 – صاحب عمل

حركة الجسد لا تتم إلا بالمجاهدة

وحركة القلب تتم بالمكابدة

ويظل الإنسان ساعيا بين المجاهدة والمكابدة حتى يسكن القلب بالطمأنينة , وحركة الجسد تدل على صلاح القلب أو فساده , ودليل ذلك قوله صلي الله عليه وسلم : ( لو خشع قلب ذدا لخشعت جوارحه ) .

يقول تعالى : ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لهل لنبلوهم أيهم أحسن عملا ) , فحسن الأعمال إنما هو بالفهم عن الله من الاكتفاء به والاعتماد عليه ورفع الحولئج إليه , وكل ذلك ثمرة الفهم عن الله .
alex
alex
Admin

عدد الرسائل : 154
العمر : 34
البلد/المدينه : egypt
العمر : 19
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى